ذكرت الأميرة شمس أصلان نور الهدى توقعاتها عن ما سيحدث سنة 2018 على صفحتها على الفايسبوك. فقالت ان الجميع يتمنى من هذه السنة ان تكون الأفضل والأحسن من السنوات السابقة ،الجميع يتمنى ان تنتهي الحرب وينتهي معها إراقة الدماء ،
الأغلبية من الناس تتمنى هذا ، وبالتأكيد هناك أشياء سوف تحصل ستكون جميلة ومشرقة للبعض ،،
ولكن
يبدو ان سنة 2018 ستكون سنة نزاعات دولية بامتياز ،
بؤر التوتر الموجودة ستزداد حدة و بؤر جديدة سوف تظهر ،.
سنة 2018 ستكون سنة الشغب ، ستكون سنة تملأها الفوضى والإنتفاضات ،في الشرق الأوسط و المغرب العربي ومناطق من أوربا و جغرافية عريضة من آسيا وأمريكا اللاتينية ،
تتحطم طائرة وتنفجر أخرى ، تكثر الحوادث في البر والبحر ،حتى يستغرب الجميع.
تستمر الحرب في الشرق الأوسط بحجة تطهير " البقعة" من الإرهاب ،ويستمر التمزيق والنزيف بهدوء ،
تشتعل الأحدات مجددا في لبنان ،و ستقع تحالفات جديدة مخالفة لترتيبات " الرابع عشر " و " الثامن " من آذار ، سوف تتغير الاصطفافات بشكل ملفت للنظر ، سوف تسرب أخبار لوسائل إعلام تكون حديث الخاص والعام ، سوف يتعرف الناس على الوجه المقزز "لزعامات " طالما وقف الناس لها تبجيلا ،
عملية " التصفية للتركة القديمة " لبارونات الشرق سوف تبدأ من جبل لبنان ، سيبدو مثيرا للاهتمام كيف سوف يتركب النظام الجديد من خلال اجتماع " مصلحة البريد " ، حرب تصفيات داخلية سوف تبدأ لكي لا يتعرف طلاب الحقيقة على الفاعل الحقيقي لأحداث ظلت مبهمة منذ نهاية السبعينات إلى اليوم ، الأحداث الملفتة جدا في إيران سوف تنعكس على جغرافية صغيرة جدا مثل لبنان ، سيكون بمقدور العائلات اللبنانية ذات الإرتباط ان تعرف الحقيقة في ملفات شائكة.
وفي مصر المقبلة على كشف حقائق من زمن " الثورة " سيعلم القاصي والداني أن عملية " مستودع " كانت بخيانة من عمالقة خانوا الأمن القومي المصري لصالح زعامة طارئة تقود الفسطاط لزمن التيه ، ستعمد دول النبع على افتعال أمر واقع يجعل الحياة في مصر أكثر كلفة ، سيكون الحل في تفاوضات مرحلية تعجل بتقليم الدور المصري في شرق أفريقيا .
وفي السودان ستختلف القبائل بين بعضها البعض ، طموح الخرطوم يواجه بصراع الأشقاء ، ستعمل على أن تطور حركة دبلوماسية نشطة مع " الجماهيرية الجزائرية الجديدة" ، إنه" حلف الطوق " ودور إفريقي متجدد وجغرافية الغاز ستتشكل بلغة من عاج الفيل العجيب ، يجب التنبيه أن حرب عواصم إفريقية سوف تنشأ نتيجة بروز اصطفافات بنغمة النفط و الغاز .
وفي اليمن سيبدو تيار جديد ثائر على هيمنة القبائل التقليدية المتصارعة ، سوف يكتشف فئة من اهل اليمن أن سيف بن ذي يزن تمت خيانته من عبدة النار وان التاريخ لن يعيد نفسه لو أرادوا ذلك .
وفي سوريا توجه الانظار إلى " حارستا " ، سيكون بمقدور المتأمل أن يدرك أن دمشق نقضت حجرا حجرافي خطة شكلها الهندسي" منفرجة " غرفة عملياتها مختلطة من لهجات الشرق والغرب بزاوية حادة من وراء " الزبداني "، المثير يا سيادة الرئيس أنكم الوحيد من اللاذقية وان من نصحكم بالبقاء يومها كان المايسترو الرئيسي الذي يحرض عليك ويبتسم في وجهك ، ألم تعلم أن الهدف هي كنوز سوريا ؟!
وفي العراق ستنطلق التصفيات من جديد وفي سباق محموم على كرسي بغداد ، وابتدأتم من حيث انتهيتم .
وفي كردستان ستتجدد لغة التقسيم و ستكون آربيل مسرح لاجتماعات تتمخض عن تحالفات جديدة ، وفي انتظار الأوامر من " والي الشرق الجديد " سيعرف الصف الكردي بروز تيارات بزعامات جديدة .
وفي ليبيا المنقسمة بين الشرق والغرب يعاد ترتيب الجنوب لجغرافية تتحدث لغة" الرحل " بعناية من دول النيل الأزرق ، لا أحد يأبه لمستقبل ليبيا ، إنها الصحراء التي حاربت " موسوليني " ، ورحم الله الشيخ الشهيد الصوفي الكبير عمر المختار.
وفي تونس الخضراء التائهة بين تاريخ عثماني و وسط أمازيغي وبيئة مغاربية و أطماع إيرانية ، يبدو أن تأثير " البايات " في تاريخها كان جميلا ، تونس تحتاج لمن يساعدها ويقف معها وهو يعرف قيمتها ، تونس رغم صغرها الجغرافي تحوز أسرار الشرق والغرب ، لطالما كانت تعرف ب " إفريقيا " ، وطالما كانت عاصمة من عواصم البحر الأبيض المتوسط ، احترموا تونس تحترمكم تونس لأنها خضراء المتوسط .
و يلوح في الأفق إبرام إتفاقيات مصالح ذات بعد استراتيجي بين تونس والجزائر وليبيا وتركيا ، هذه البقعة من العالم تحن لزمن الباب العالي من جديد ، و تتوق لأيام العصر الذهبي للسلطنة ، إنها مصالح واتفاقيات من الزمن الجميل تكتب برعاية العمق التاريخي و عناية الباب العالي وفي ضوء الاستراتيجية والصياغة الجديدة .
لذلك فسنة 2018 هي بداية القرن الجديد الذي تتسارع فيه الأحداث لدرجة الذهول ، سيكون عليك ان تستعمل الرموت كونترول كي تلاحق النشرات الإخبارية المتزاحمة وبلغات متعددة ، وتشاهد العالم في لحظة حيث الانفجارات تهز العالم وزلازل تضرب الشرق والغرب وتساقط ثلوج غير إعتيادية وفي أماكن غير مألوفة وأنظمة تزول وأنظمة تصعد ، وصراعات سياسية خطيرة بين أحزاب
و تيارات معروفة ومشهورة في عالم التسيير السياسي في الشرق والغرب .
و في ضوء الهيكلة الجديدة سوف تبرز على الساحة منظمة جديدة تسمي نفسها " الميزان " ، سوف تنشئ من التراب والنار لتكون كالوباء ،لتغير سياسة العالم وتقضي على كل أجهزة الإستخبارات والمنظمات التابعة لحكومات الظل،
أو ( الرجل الأسود ) ستقام تصفية شاملة للبارونات وخصوصا في الشرق الأوسط وآسيا وروسيا ، سوف يكون لافتا كيف تفتح تحقيقات مع كبار رؤساء العالم
و شخصيات طالما كان مستحيلا الاقتراب منها ، إنها إحدى " المرئيات " التي تم اتخاذ القرارات بشأنها في اجتماع القرن ، سيكون لافتا جدا كيف ستتوالى الأحداث لتأخذ الجغرافيا مكان الجغرافيا و ليدخل التاريخ ويخرج التاريخ وكيف ستتغير السياسات وتتغير الدساتير وتصعد وجوه جديدة وتخبو وجوه قديمة .
في السعودية
يبدو جليا هناك كيف أنها الجغرافيا الاولى التي عرفت بداية الأحداث التي تشير إلى أن مرحلة جديدة بدأت و أن جيلا جديدا سوف يطفو ، ذلك لأنها بلد المسلمين الأولى وفيها قبلتهم ، لكن يبدو ان صراع الإخوة و أبناء العمومة قد بدأ ،
وأن الانشقاق وصل لمراحل متقدمة
العين لا تخطئ أن المجتمع السعودي قد تغير عن ذي قبل وأن اجيالا ممن تربت على تعاليم الوهابية بدأت تهرم و تندثر وأن شباب البلد يرى في ذلك تخلفا و عقلية متجاوزة في زمن الطفرة المعلوماتية ، وأن التأثر بمظاهر الحياة والتقدم و أجواء الحريات أصبحت محببة لفئات عريضة من الشباب ، وترصد عين الملاحظ الذي يحرص على إيقاع الحياة هناك أن التغيير قادم سواء بانتفاضة دموية أو بثورة مدروسة برؤى شباب المستقبل ، هنا تبرز شخصية محمد بن سلمان الشاب الأميري الذي ينتمي لنفس الجيل ، بإنصاف فالأفكار المطروحة والتي هي قيد التنفيذ تشكل أفكارا طموحة و خططا ذكية و حسا استباقيا ، و هنا يأخذ القرار الدولي الصادر عن مجالس العمق بتنحية بارون الشرق وما تلاه من تنحية لأدواته بالمنطقة شكلا من أشكال الاحداث الداخلية الخاصة بالبلد ، وهذا حل ذكي لزوبعة عنيفة ، ما سيحصل بعد ذلك و ما سوف ينتج عن التصفيات التي تحدث هي قرارات تتجاوز حكام المملكة ، لكن هذا كان متوقعا ، فالوليد بن طلال مع حفظ الألقاب كان يرى نفسه بارون الشرق الأوسط بعد انتهاءعصر الرئيس رفيق الحريري ، و كان يطمح لدور كبير فيما بعد اجتماع القرن الأخير ، لم يدرك أن العين لا تعلو على الحاجب وان زمنه قد انتهى و أنه كان عليه تقبل ذلك في هدوء ، وأن نسب رياض الصلح لن ينفعه ، هنا أقف لأشير أن سنة 2018 ستعرف تتويجات لبارونات الشرق والغرب من عائلات جديدة بعمق تاريخي وأن زمن " أمراء النفط والغاز " قد انتهى ، وهذا ما وعاه جيدا ولي العهد الحاكم الجديد في السعودية وهو يحرص على أن يكون المترشح الأوفر حظا لنيل كرسي الشرق الجديد ، ستصبرون قليلا لترون ما سيحدث ، فالأحداث القادمة جدا مليئة بالتشويق لدرجة الذهول .
هل سيتوافق مع جماعة " الميزان " لحكم المنطقة ام سيكون ضحية حرب التصفيات و الانتقام داخل جغرافيته ؟ أم أنه سيكون المرشح الأوفر حظا لنيل منصب كرسي الشرق ، وبالتالي سيدفع باتجاه تأسيس المملكة السعودية الثالثة ؟
كل هذه السيناريوهات واردة إلى حين انتهاء مدة الترشيح .
وفي تركيا
فجأة مع تراخي القبضة الأمنية قليلا ومع التطمينات التي حصل عليها شخص الرئيس ، سيبدأ البرنامج السنوي للتفجير والتفخيخ في الأناضول ، ربما لأن صفحة أردوغان قد طويت بقرار تم اتخاذه في مجلس القرن ، ولأنه نجح في الإفلات من " الإنقلاب الصيفي " ،هل سيتعرض لانقلاب جديد ؟
هل يمكن أن يطاله اغتيال في ظل حديث عن تناحر قيادات الصف الأول في حزب العدالة والتنمية ؟
هل لا زال للرئيس رجب طيب أردوغان دور في ظل القرن الجديد ؟
ما سر الصراع الذي بينه وبين القيادات الإماراتية ؟
لماذا تم تحجيم دور الاستخبارات التركية في ظرف عام لتصل للعب دور مورد مؤن و ضابط اتصال في منطقة كان فيها" حقان فيدان" ومن ورائه مجلس الاختيارية الآمر الناهي ؟
ما سر هذا التغييب المفاجئ لدور تشكيلات حفظ الأمن القومي ولقائدها ( ع. م )؟ هل كانت هناك صفقة ما يجري تنفيذها للنجاة من الانقلاب ؟
أم ان الرئيس أردوغان هو زعيم وطني أعاد بناء تركيا الحديثة كما بنى كمال أتاتورك تركيا القديمة ؟
هل يستحق دورا في المرحلة القادمة بحيث يعيد أمجاد السلطنة العثمانية من جديد ؟
ما سر خفوت الاهتمام التركي بدول القوقاز والبلقان لصالح شمال أفريقيا ؟
هل لهذا علاقة بتفاهم تركي _روسي _إيراني ؟
كل هذه الأسئلة سيجاب عنها في2018 ، وسنرى هل لازال معادلة صعبة أم أن الورقة الاستراتيجية لمؤتمر القرن تتضمن كلاما آخر
ولأن تركيا أردوغان ستغير إتجاهاتها الاستراتيجية وستنفتح على سياسات وقرارات جديدة ،سيكون من الصعب تصور حجم الضغط الذي سيمارس عليها لو كان ذلك خارج التخطيط .
هل ستكون تركيا عصية على الفتن كما دائما ؟
سنرى إذن ماذا سيحدث طوال ثواني ودقائق وساعات وأيام وشهور هذه السنة .